(ظِلُ الجنَّةِ وظِلُ النَّارِ)
قوُلُه تَعالىَ: (ونُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً) :
وَصفَ فيِ هذهِ الآيةِ الكريمةِ ظلَّ الجنةِ بأنَّهُ ظليلٌ
ووصفَهُ فيِ آيةٍ أخرىَ بأنَّهُ دائمٌ،وهي قولُهُ: (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا)
ووصفّهُ فيِ آيةٍ أخرىَ بأنَّهُ مَمدودٌ،وهي قولُهُ: (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ)
وبينَ فيِ موضعٍ آخرٍ أنَّهَا ظلالٌ مُتعددةٌ،وهُوَ قولُهُ :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ)الآية [77/41].
وذكرَ فيِ موضعٍ آخرٍ أنَّهُم فيِ تلكَ الظلالِ مُتكئونَ مَعَ أزواجِهِم عَلىَ الأرائكِ وهُو قولُهُ: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)
والأرائكُ: جَمعُ أريكةٍ وهي السريرُ فيِ الحجلةِ،والحجلةُ بيتٌ يُزينُ للعروسِ بجميعِ أنواعِ الزينةِ.
وبينَ أنَّ ظلَ أهلِ النارِ ليسَ كذلكَ بقولهِ: (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ, انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ, لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)،وقولُهُ:
(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ, فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ, وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ, لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ)
أعاذنَا اللهُ مِنهاَ -
================
تَفسيرُ سُورةِ النساءِ
للإمامِ الشنقيطيِّ رَحمَهُ اللهُ